[ No Description ]
تعد رواية (وهيبة.. الهروب الاخير) تتويج لروايات الدكتور طارق الزيات التي جمع فيها مخزونه الأدبي، مستعيناً بخبراته العملية كرجل شرطة سابقاً، ومحاولاً الوصول إلى حلول جذرية للمشاكل التي تؤرق المجتمع والإنسانية، مستفيداً من قدرته الكبيرة على البناء السردي الشيق. يقول الكاتب في الراوية: وصلت المكتب قرابة العاشرة والنصف، كان المكتب هادئاً لم تحضر إلى المكتب إلا سكرتيرتي مدام وفاء، وهي سيدة في منتصف العقد السادس من العمر، تميل إلى القصر، نحيفة سمراء خمرية تضع حجاباً عصرياً تكاد يكون زيها واحداً ولو تبدلت الألوان فهي دائماً ترتدي بنطالاً من الجينز وبلوزة وحذاء ذو كعب قصير وأحياناً حذاء رياضي. تقوم وفاء على شؤون ابنها الذي يدرس بالجامعة وابنتها التي تخرجت ولا زالت تنتظر عملا، وقد تكفلت بهما منذ طلاقها، إذ تخلى طليقها عن واجباته في الإنفاق عليهما من باب العناد والإذلال ولكنها طرقت باب العمل لأول مرة وهي في السابعة والثلاثين من عمرها، أبناؤها لازالوا أطفالا، ساعدتها شهادة دبلوم التجارة التي بفضلها كأنت تجيد الطباعة على الآلة الكاتبة، ومن بعد ذلك الطباعة على الكمبيوتر، وتنقلت بين مكاتب المحاماة حتى استقرت في مكتبي، وهي الآن وبفضل شخصيتها القوية تقوم بإدارة المكتب وتجني أجراً جيداً كفل لها حياة كريمة.